مصعب آل معبر
عدد الرسائل : 88 المهنة* : تاريخ التسجيل : 31/05/2009
| موضوع: "عزفـ ٌ .. قوقازي الألحـان الثلاثاء يونيو 23, 2009 4:46 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير .. يا وطني .. صباح مشرق فتان.. صباح مزهر مزدان ..
قوقازي .. صباحك ممطر .. يروي عطش الولهان ..
شيشان روحي .. الأبية .. ليهنئك ما حملت في جوفك من شهداء ..
ليهنئك ِ يا أرض المجد الأبية ..
لا تحزني من ذل أمتي .. ورقاد الرعية .. لا ..لاتحزني ..
فحولك أبطال هم تلاميذ مدرسة خير البرية ..
جوهر دوداييف..خطاب .. شامل باسييف.. أبو الوليد.. عرب براييف..أبو حفص ..
فلا تنسى أولئك الرجال .. والفتية..
أشلائهم .. فجرت ينابيع التضحية .. ودمائهم روت ترابك الطاهر ..
فلا تنسي أرواحهم الطاهرة التي فاضت لرب البرية..
×××
انتفض قلبي .. من رقاد متقطع .. ليلة البارحة .. كانت سوداء بظلامها وبعتمت الحزن..
المطر .. مازال يتساقط.. لم يتوقف ..
أنوار الفجر لم تبزغ بعد.. مازالت الساعة تشير إلى 3 صباحا ..
سأصلي التهجد .. لحين الفجر ..
×××
اجر قدماي على أرض موحلة .. متعرجه .. أنظم خطواتي .. لأتقرب من النهر ..
غرابي لم يغفو ليلة البارحة .. أتى ليرافقني ..
الطريق زلقه.. لا تكاد رجلي تثبت .. الأشجار تزفر من قسوة الرياح الباردة..
الصخور .. تهرول مع السيل الجارف ..
غمامة بيضاء .. تحل علي .. إنه الثلج القوقازي .. نعم ..
الثلج يسقط .. منذرا بحلول الشتاء القاسي ..
تلك الغمامة.. تحول الخضرة الناظرة .. إلى أكفان بيضاء..
تسقط الأوراق .. وتجمد الأنهار .. و تصهل في وديان فيدنو كصهيل الخيل
مياه النهر ببرودتها تجمد أطرافي .. و سخونة دموع عيني تدفي وجهي
المتجمد ..
آااه .. لقسوة الشتاء القوقازي .. يا ترى كيف حال د.بختيار ؟!
وكيف حال رفاقه ؟!
يالله كن لهم معينا ..
يالقساوة هؤلاء الروس .. لم يرحموا هذا الشعب الضعيف من القصف في
هذا الشتاء القاسي ..
أي نوع من البشر هم ؟!
سحقا ً لهم ..
المثنى : هم شر ذمة على الأرض .. أحرقوا الأخضر واليابس على هذه الارض ..
يتموا الاطفال .. رملوا النساء .. سحقوا الرجال تحت وطأ الجرافات ..
لم يحترموا كرامة الإنسان ..
ثرثار صامت : ويحهم من بشر !! أي قلوب تتحجر في صدورهم ؟!
أليس لهم أطفال ونساء ؟!
أليس لهم أحبة وأصحاب ؟!
أم قسوة الكفر في قلوبهم أبت إلا أن تتفجر على هذا الشعب الضعيف !!
اللهم أعن إخواننا المستضعفين في كل مكان ..
مثنى قد آن لنا أن نرجع للصحب .. فالفجر لاح فالافق .. ويحتري بنا الاسراع
في المسير ..
×××
بزغ الفجـر بأنواره الساحرة.. و نسيمه البارد ..منعش للنفس العليله..
بقـي القليـل وسنصل بإذن الله إلى الجبال ..
×××
الصخور متجمده من برودة الجو..
والعصافير لا تكاد تخرج من اعشاشها متفادية قسوة سياط البرد القارص ..
وكذا الاغصان .. والأشجار ..تقف على قارعة الطريق وكأنهــا قد ارتدت الأكفان ..
و وسدت خضرة الطريق بالثلج ..
لشدة بياضه .. وقسوة برودته ..
يتشتت نظري .. و ينتفض جسمي من سياطه المؤلمه ..
المثنى ..يحلق فالافق .. يتفقد بــُــعد الرفاق عنـا ..
وبومتي مازال النوم يداعب عيناها الجميلتان ..
وذئبي العجوز .. ينتفض من البرد ..
ثرثاري الصامت .. لا يقف .. لا يكل ولا يمل من الكتابة والسرد ..
يجتاحه بركان من الغضب ..من الحزن ..من الشوق ..
تقتحم الذكريات ساحته .. و تسحق بهيبتهــا .. حبره الأسود..
فتحول لدقائق سواده إلى خضرة .. تعبق بالأمل المشرق ..
تعبق بالاطياف المبتسمه .. والأصوات العذبة ..
ذكريات ..
أبو دجانة الاماراتي ..
أخـــي .. آسر بقايا روحي .. ومعلم ثرثاري الصامت ..
هو ذاك..
ينتفض ثرثاري الصامت .. من بلادته الكئيبه .. لدقائق ..
و يبتسم هو أيضا ً ..
يذكر ذكرياتـــي به .. يرسرد لهـــا وصف محياه.. وابتسامته العذبة ..
صوته الشجي بترتيل القرآن كـــل فـجــر ..
يرسم لهـــا طيفه ..
واقفا ً بجــانبي ..
بلباسه العسكري ..
والنور يشع من محياه ..
وسواد لحيتة الطويله .. يسحر عيناي ..
أبو دجانة الإماراتي ..
يشتاق قلبي الميت .. إلى لقياك ..
رحمك الله .. وتقبلك ..
×××
صوت تكبيرات يعلو المكــان ..
وضحكات تتلوهــا ضحكات .. تسارع إلى مسمعي ..
يهوي إليا المثنى ووجهه مستبشر بخير ..
ثرثار صامت : ما عندك يا مثنى ..؟!
المثنى : هم الصحب .. أمامنها خلف تلك الشجيرات .. للتو رأيتهم هناك ..
ثرثار صامت : أحقيق ما قلت ؟!! للتو قد سمعت تكبيرات تلتها الضحكات ..!!
المثنى : هم يا شنكاي .. وبينهم د. بختيار ..
بومتي : وافرحتاه ..
ذئبي : الحمد لله ..
ثرثار صامت: هيا بنا إذا .. لنلتقي بهم ..
×××
" اللهمـ أرزقنيـ قبلـ الموتـ توبهـ وعند الموتـ شهادة وبعد الموتـ جنهـ ونعيما ً "
| |
|